الدول الكبرى في إنتاج القهوة المختصة والاختلافات بينها

الدول الكبرى في إنتاج القهوة المختصة والاختلافات بينها

عشاق القهوة المختصة يعرفون أن كل منشأ يحمل طابعًا خاصًا لا يتكرر. من المرتفعات الإثيوبية إلى سهول البرازيل، ومن زهرة الجييشا في بنما إلى تراب سومطرة الغني — لكل دولة طابعها، وسلالاتها، وتقنياتها التي تمنحنا كوبًا يحمل قصة.

في هذا المقال، نأخذك في جولة عبر أبرز الدول المنتجة للقهوة المختصة، ونكشف لك الفروقات الجوهرية بين نكهاتها وخصائصها.

1. إثيوبيا – مهد القهوة

تُزرع القهوة في إثيوبيا على ارتفاعات عالية ضمن بيئة خصبة وطبيعية، وتتميز بسلالات محلية برّية تُعرف باسم “Heirloom”. نكهاتها متنوّعة للغاية، تتراوح بين الزهرية والفاكهية والحمضية، وغالبًا ما تكون القهوة خفيفة بجسم ناعم ونكهات معقدة مثل التوت والليمون والزهور.

2. كينيا – الحموضة المركزة

تُعرف سلالات SL‑28 وSL‑34 بجودتها العالية، وتُزرع في تربة بركانية على ارتفاعات شاهقة. النكهات في القهوة الكينية عادةً حادة، واضحة، مليئة بالحموضة والفواكه، خصوصًا التوت الأسود والجريب فروت، مع لمحات شوكولاتية. الكوب الكيني نابض بالحياة ومتوازن.

3. كولومبيا – التوازن الكلاسيكي

كولومبيا تنتج قهوة ناعمة الحموضة، حلوة المذاق، مع لمحات من الكراميل والشوكولاتة. الارتفاعات العالية وطريقة المعالجة المغسولة تمنحها وضوحًا ونقاءً في النكهة. تعتبر خيارًا مثاليًا للباحثين عن كوب متوازن يجمع بين الحلاوة والحموضة.

4. البرازيل – الكثافة والنعومة

تُعد البرازيل أكبر منتج للقهوة في العالم. تشتهر بقهوة ذات جسم ثقيل أو كريمي، ونكهات شوكولاتية ومكسرات، مع حموضة منخفضة. بعض المناطق تنتج محاصيل عالية الجودة بطريقة المعالجة الطبيعية، ما يمنح الكوب طابعًا سلسًا يناسب الإسبريسو.

5. غواتيمالا – مزيج البركان والنكهة

بفضل التربة البركانية والارتفاعات المتفاوتة، تنتج غواتيمالا قهوة متوازنة بطابع فاكهي يشبه التفاح والكرز، ولمسات من الشوكولاتة أو التوابل. الكوب الناتج متوسط الجسم وغني بالعناصر المعقدة.

6. رواندا وبوروندي – توازن إفريقي

تعتمد هذه الدول على سلالة Bourbon وتُنتج قهوة حلوة متوسطة الحموضة، بطابع فاكهي ناعم ومريح. تُعد مثالية لمن يبحث عن كوب معتدل ومتوازن من شرق أفريقيا.

7. بنما – فخامة الجييشا

اشتهرت بنما بإنتاج سلالة Geisha الفاخرة، خصوصًا من منطقة بوكيتي. نكهاتها زهرية كالياسمين، فاكهية استوائية، بجسم ناعم وحلاوة واضحة. كوب الجييشا يُعتبر من أفخر وأغلى أنواع القهوة المختصة في العالم.

8. إندونيسيا (سومطرة) – نكهات الأرض العميقة

تُعرف بطريقة معالجة فريدة تُسمى "giling basah" تمنح القهوة قوامًا ثقيلًا ونكهات ترابية، دخانية، وأحيانًا معدنية. مثالية لعشاق الكوب القوي والجريء، وتأتي من مناطق مثل Gayo وMandheling.

9. اليمن – إرث القهوة العريق

تُزرع القهوة في اليمن في المرتفعات الجبلية باستخدام تقنيات تقليدية، مما ينتج قهوة بطابع ترابي وتوابلي، جسم كثيف، ونفحات من الشوكولاتة الداكنة. الكوب اليمني غني وفريد ويُقدّر لمحبيه حول العالم.

10. تايلاند – صعود واعد

رغم أنها حديثة نسبيًا في عالم القهوة المختصة، إلا أن تايلاند تقدم تجربة مختلفة. تُنتج في الشمال باستخدام ممارسات زراعية مستدامة. كوب القهوة التايلندية غالبًا ناعم، حلو بنعومة، ومتناغم، خاصة من مناطق مثل Doi Chang وDoi Tung.

الخلاصة

كل دولة تروي قصة مختلفة في كوبك.

إثيوبيا تعزف على وتر الزهور والتوت، كينيا توقظ الحواس بحمضيتها العالية، كولومبيا تقدم توازنًا مريحًا، والبرازيل تجلب الدفء والنعومة. بنما تعلّمنا ما تعنيه الفخامة، اليمن تهمس بالتاريخ، وإندونيسيا تكشف عن نكهات الأرض العميقة. أما تايلاند، فهي تبني مستقبلًا مستدامًا بنكهة فريدة.